شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧١
وألقي إلى معلمي الكتاب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموا كما يتعلمون القرآن الكريم وحتى علموه بناتهم ونسائهم وحشمهم.
الخ " تلك حقائق ذكرها المؤرخون عن الدس والتحريف وسادت تلك التي وضعها خصوم آل البيت عليهم السلام زمن بني أمية واستمرت زمن بني العباس قرونا متطاولة حتى شب عليها الأولاد والأحفاد نسلا بعد نسل وضاعت الحقائق وسادت الأكاذيب.
أما إذا انخذل واندحر الزعيم أو وقع الأمر بيد خصومه وأعداءه بعد موته كما وجدناه بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الماضي وغصب الخلافة فلا تجد كرامة أو فضيلة إلا وأصبحت شعوذة أو شوهت بيد الخصوم وبدلوا ما أمكنهم بمساوئ ورذائل وكل حسنة إلى سيئة فكذلك فعل معاوية لمناقب علي وآل البيت عليهم السلام أجمعين. وما كانت غلطة صغيرة إلا وخلقت منها جرائم ومساوئ عظيمة بما تشمئز منه النفوس وتذعر منه القلوب. فمنها مثلا الحرب العالمية الثانية.
وكيف برز فيها رجلها هتلر وبلغ مصاف الدهات وخلقت له في حياته الأساطير في شجاعته وتقدمه وسطوته وحكمته هو وأعوانه وشعبه فكانوا مطمح العالم وسادته وقادته وتلهج بذكرهم الألسن وتطنب بأعمالهم وخلقت منهم أبطالا عجزت عن وصفها الأقلام وذهلت لسطوتها الأعلام وبالغت في تعظيم صغائرها وتمجيد معايبها .
حتى إذا نكبت وغلبت وثقلت كفة خصومها واندحرت بعد الانتصار وتخاذلت بعد الافتخار وتقهقرت بعد تقدمها. أفل نجمها الساطع وانطمست أعلامها الزاهية. عادت تحت نير أعدائها وأقلامهم، أمجادها ذميمة ومحاسنها رميمة حيث ساد الغالب وغلب المغلوب وقس على هذا كل وقائع التاريخ وكثيرا ما انطمست فيه الحقائق وتشوهت الوقائع ويعاب المظلوم إذا انحدر ويرفع الظالم إذا ظهر. إلا إذا
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»