شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧٢
فحصناها بعين البصيرة ودققناها على حسن سريره وأزلنا ما يخامرها من شوائب ويشوبها من نوائب، وهكذا كانت وقائع صدر الإسلام بعد وفاة سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم يوم سلب منصب الخلافة. والناس رغم أنهم جديدي العهد بالإسلام عرفوا كثيرا من وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي وعترته عليهم الصلاة والسلام.
حتى قال عارف عن فضائل علي عليه السلام:
ما أقول في شخص أخفى أعداءه فضائله حسدا له وأخفى أولياءه فضائله خوفا وحذرا على أنفسهم وظهر فيما بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب وهذا يدل على منتهى العظمة للشخص.
ثم أعود لأقول ومن لم يهمه أن يسلب ذلك الحق البارز والمنصب السامي من علي عليه السلام نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووزيره وخليفته وأخوه ووصيه حقا وأبو عترته. ومن يخالف حدود الله ووصايا وسنن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم يهون عليه كل شئ بعد ذلك ولا يهمه إلا بلوغ هدفه مهما كثرت المجازر واستحلت المنكرات. والظالمون بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويعدلون عن السراط المستقيم إلى الضلالة والجهالة وإذا فحصنا تقدم الإسلام زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتفرقه إلى مذاهب وشعب بعده وانخذاله فيما بعد ووضعنا الأمور والقضايا التاريخية على طاولة التشريح وفحصنا فحصا دقيقا رفيعا واعدنا الأصول إلى فروعها الأولية وحقائقها الأصلية لوجدنا أن القوم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حادوا عن السراط السوي وأصروا على هذا الانحراف حتى أصبح عادة ومنهاجا للقوم إلا النخبة القليلة الذين استقاموا ولقد ثبت لنا ونحن نبحث في المسؤولية الجنائية من هو المسؤول عن القتل الفجيع لمالك ابن نويرة وصحبه والأعمال المنكرة في النهب
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»