وقال عمر لج فيه شيطانه كل هذه لم تؤثر على ما اتفقا عليه منذ اليوم الأول فهناك بينهما سر اشتركا فيه في البيت النبوي وشكلا حزبهما السري من نساء ورجال يستعينان بعائشة الرئيسة وحفصة المعينة ومن تابعهما وهناك من الرجال أبو عبيدة الجراح وعثمان والمغيرة والبغية الأولى إنما هي غصب منصب الخلافة بأي قيمة كانت وبأي وسيلة والانقلاب على البيت الهاشمي وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلم بالانقلاب هذا وقد أخبره الله بما سيجري فأوصى عليا عليه السلام بالصبر وعدم القتال مهما كلفه الأمر أمام الظالم ولم تجد تسيير المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر في حملة أسامة تلك التي خلقوا لها المعاذير والمشاكل لعدم الاسراع حتى اضطر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلعن من تخلف عن سرية أسامة. وعرفوا كيف يحركون غيرهم ويؤثروا على أسامة نفسه بالتأخير وأخيرا ترقب الفرص ليلا ونهارا وقد أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه ميت وأن أجله قريب وهكذا وصل اليوم الموعود يوم سقيفة بني ساعدة وتم التدبير وقال أبو بكر لأبي عبيدة مد يدك لأبايعك ومن أبو عبيدة وما قدره سوى إنه حفار قبور التحق وأصبح صحابيا كان يحضر نوادي الخمر التي حضرها أبو بكر وعمر كما مر ذكرها واتفقا وتعاهدا على العمل معه وإذا بعمر يسرع ويقول لأبي بكر مد يك لأبايعك وهو يجد الخلاف بين الأوس والخزرج الذي أثارهم بالأمس فيمد يده ويأتي الأفراد المخاصمين لسعد فيبايعون والمسلمين من أنصار ومهاجرين وغيره في جيش أسامة والهاشميون في الداخل والخارج لا علم لهم ويهب عمر
(١٧٧)