شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧٩
عهد أبي بكر ويقول عهد عتيق لابن * عدي عهد معتبر روى ابن عبد ربه في العقد الفريد: لما أراد عثمان أن يقرأ عهد أبي بكر قال له طلحة اقرأه وإن كان عهد لك فيه عمر فقال له عمر: ومم علمت ذلك، فقال وليته أمس وولاك اليوم.
تلك الخلاصة والزبدة والحقيقة التي فاه بها طلحة ابن عم أبي بكر وقريبه.
ولكن الأمر الذي يهم كل مسلم ليس ساعة السقيفة وإنما هو أهم من ذلك.
ما عارضوه أولي النهى * في نصبه وبهم نثر إن خانه منهم رضا * خضعوا لصارمه الذكر نعم كيف استبد أبو بكر بالعهد دون أي مشورة من الصحابة القريبين والبعيدين وعهد بها إلى عمر وهذا طلحة يفضح الأمر ثم يثور على أبي بكر ويقول ماذا تقول لربك وأنت تفوض الأمر أمر المسلمين إلى رجل فض غليظ.
أتريد استبدادا أشد من هذا والقرآن الكريم صرح بالخلافة لصاحبها علي عليه السلام وأمر بالمشورة في جميع الأمور وهنا تجد أن أبا بكر خالف نص القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما تسنم مركز الخلافة وأخرى حينما عهد بها إلى عمر. وهذا أشد أنواع الاستبداد.
وماذا يعمل الصحابة والحكم بعد أبي بكر أسراره ورجاله كلها بيد عمر ولطالما غير عمر وبدل خلاف رأي أبي بكر ولم ينبس أبو بكر بشفة.
ومنها إعادة أبي بكر فدكا حينما أعياه الجواب فمزق الكتاب عمر وهنا وفي
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»