وغيرها القريبة والبعيدة مثل اليمن فهو وحده الناصر الذي لم يدبر والفائز الذي لم يقهر ولولاه لتغير وجه التاريخ وله الفخر في نجاح الدعوة الإسلامية في زمن حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صفى له الأمر ولو أنه ضل كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم هو الخليفة ولو أنهم عاضدوه وساروا على وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لساد الإسلام كأمة عظيمة كل العالم ولما وجدت التفرقة في المذاهب والفرق والمظالم منذ عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس وتشتت الكلمة والفتن والضعف الذي أصاب المسلمين في الشرق والغرب. وكل الخذلان نشأ من أم الفتن في السقيفة والاستبداد في عهد أبي بكر لعمر دون مشورة والضربات القاصمة التي وجهها أبو بكر وعمر في معنويات وماديات الإسلام وتوجيه مجرى الحكم إلى أيدي غير صالحة من دينية إلى دنيوية إلى مخالفة صريحة وتلاعب بالنصوص والسنة ومنع التدوين للحديث والسنة إلى إدخال عناصر لا تتآلف لترميم أعضاء جسم الأمة الإسلامية، والقيام بأعمال كانت وبالا على جميع العالم سيان الإسلامي وغير الإسلامي كأمر عمر بحرق المكتبات وكتب العلم في الشرق والغرب أخص في الإسكندرية وحرق الكتب لستة أشهر في حماماتها وتدمير علوم الشرق حرقا وغرقا كما لم يبقوا لحضارة بلاد فارس والجهة الشرقية أي أثر. ولولا البقية الباقية في اليونان التي لم يصل لها مد الجيوش في زمن عمر لما وجدت للعالم القديم أثرا ولاندرست وطمست كل معالم التاريخ القديم، أي جناية هذه يتفق عليها الخليفتان وأي ضربات قاصمة للمبادئ الإسلامية الصادقة لتشييد العلم والعلماء.
لكن فاقد الشئ لا يعطيه كيف ترجو من جاهل علما وتقدير لمراكز العلم والعلماء وكان الهدف الفتوح وأخذ الأموال من خمس وغيرها وملأ جيوب آل أمية وأشياعهم. واستخدام رجال العلم خولا وأمواله دولا ودينه دغلا.