شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٦٤
أموالهم وأسرع ابن عمر وصاحبه وأخبروا عمرا بالحادث فثار للأمر وأسرع إلى أبي بكر وقال ثبت أن خالدا قتل مسلمين عمدا وزنا بزوجة محصنة في عدتها فعليك أن تحده حدين للزنا والقتل فأبا عليه وعارضه وصاح في وجهه حتى غضب عمر وقال لقد ولج فيه شيطانه.
عمر يغضب حتى إذا جاء خالد وعمر غضبانا حمل على خالد وأنزعه ما زين به عمامته بالسهم وصرخ في وجهه تقتل مسلمين وتزني بمحصنة وأقسم ليجري عليه الحد.
لكنه وجد أبا بكر مصرا على تبرئة خالد وقال إنه سيف الله وقد ثبت لأبي بكر أن خالدا له وقائع أمثالها فلما وجد خالدا الرضا من أبي بكر تمادى في سلوكه حتى حدث له مرة وهو في أرض الشام أنه تجاوز على بنت صحابي فكتب لأبي بكر بتجاوز خالد وعندها أرسل لخالد كتابا شهد أن خالدا تحدى الأعراض والنفوس البريئة وهدده. من شاء فليراجع كتابنا الثالث من موسوعتنا وعندها يجد أن بن نويرة سيد من سادات العرب وثق به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووثقه وأمنه على الأموال لكن لا بد لأبي بكر بعد غصب أعظم منصب ومخالفة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيها أن يقوم بما لديه من حول وقوة كما مر في غصب فدك وقهر علي عليه السلام قسرا على البيعة وحرق بيت الزهراء عليها السلام ومنع الخمس وما مر ذكره فعليه الآن أن يضرب ضربته القاصمة لا لتأديب مالك بل لكل من تخوله نفسه بالمعارضة.
وما يهمه إن كان مالك مسلما وقتله أو زنا بمحصنة طالما أخضع قبيلته وهز القبائل الأخرى خوفا ورعبا وقد ثبت له سوء عمل خالد حينما جاء أخو مالك
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»