سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٤٨
تظهر في دعوتك أي بينة تذكر فقالوا له * (ما جئتنا ببينة) * (1) فهذه البينة التي يرفعها هود (عليه السلام) في وجه قومه إلا وهي التحدي الصارخ لهم ولأصنامهم، فإذا كانت لأصنامكم رمق من الحياة قادرة على أن تفعل بي شيئا فلتفعل فأنا أتحداها وأتحداكم أيضا وهذا التحدي نابع من قوة الرسالة والإطار العام الذي يترك فيه نبي الله هود (عليه السلام).
ثالثا: - التوكل على الله * (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) * (2).
فهذا تحد آخر بأنه يتوكل على الله، وهم يتوكلون على أصنامهم فأي التوكلين أقوى فهو يعتمد على إله واحد ورب واحد وخالق واحد وهم يعتمدون ويتوكلون على أرباب متفرقين أحدهما يجهل الآخر لا يجلبون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فضلا عن أن يجلبوا النفع للذين يعبدونهم. فهو يتحداهم بهذا الكلام بأن الله تعالى آخذ بناصية كل دابة وأنه على صراط مستقيم في أمره.
رابعا: - تذكيرهم بالنعم الإلهية * (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون) * (3) فها هو يذكرهم بالنعم الإلهية في جعلهم خلفاء من بعد قوم نوح الذين أغرقهم الله وطهر الأرض من رجسهم فلا بد أن يتحملوا هذه الخلافة بأمانة ويؤدوا حقها في

(١) هود: ٥٣ (٢) هود: ٥٦.
(٣) الأعراف: ٦٩.
(٤٨)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»