سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٤٥
* (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فاتنا بما تعدنا أن كنت من الصادقين) * (1) هذه المشكلة التي تواجه الأنبياء كافة وليس هود وحده، هذه هي النظرة الضيقة التي تضيق بأصحابها فكيف بالآخرين، فهم يقولون لهود نحن نتمسك بما وجدنا عليه آباؤنا ولا نتركه حقا كان أو باطلا ولن نعبد إلها واحدا تدعو له بل نبقى على ما نحن عليه من التفرقة في الأفكار والقيم والعقائد ولن نجتمع تحت إله واحد نعبده ولا نؤمن بك أبدا مهما كلف الأمر حيث قالوا له:
* (وما نحن لك بمؤمنين) * فهذه المواجهة التي تنم عن ضيق في الفكر وقلة في الوعي، فهم يتمسكون بأمور لم يقيم عليها دليل أو برهان بل قام البرهان والدليل على عدمها.
ثالثا: - اتهامه بالجنون * (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) * (2) أطراف المواجهة عند المقابلة بالأدلة يحاولون البحث عن خلل في مقدمات الدليل حتى ينتصروا لما يدافعون عنه أما هؤلاء واجهوا نوح باتهام ليس له مقدمات سابقة لكي يصرفوا الأنظار عنه لما يقول وإلا لو واجهوه بنفس الأسلوب الذي يواجههم به لألقموا حجرا وهم يعلمون بذلك جيدا ففضلوا أن يكيلوا له التهم التي لا سبيل لمواجهتها بطرق وأساليب سليمة ومنطقية.
رابعا: - اتهامه بالسفاهة والكذب

(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»