سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٤٦
* (إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين) * (1) السفاهة الخفة لغة أي إنا نراك خفيفا في أفكارك وآرائك ظنا منهم إنها من عنده فهم لم يقطعوا بأنه كاذب ولكن رموه بالسفاهة فلاحظ قولهم * (إنا لنظنك من الكاذبين) * فنحن لا نجزم بكذبك ولكن مع هذا لا نتدبر الأمر ونسير خلفك بل أنت إنسان سفيه - حاشاه ثم حاشاه - فيك خفة وعدم تروي فيما تدعو وتقول هذه المواجهة تؤلم من كان له لب فكيف بهود النبي المرسل من الله تعالى كيف به وهو يواجه هذه الحثالة من البشرية التي لا تريد أن تصدق بما يقول بل لا تريد أن تذعن إلى ما يقول.
خامسا: - التغرير بعامة الناس * (ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) * (2) هذه العبارة قالها المترفون من قوم هود (عليه السلام) أرادوا بها إظلال قومهم وعامة البشر فهم يركزون على ما هو في نظرهم الأول والأخير، المأكل والمشرب، ولم يركزوا على شئ غيره فقالوا لهم ما هو إلا بشر يحمل مواصفات البشرية التي تحملونها من الأكل والشرب، فهم لم ينظروا إلى ما متعهم الله به، وميزهم عن الحيوان به، وهو العقل، واتباع الحق والحجة القاطعة بل راحوا وراء ما يؤمنون به من الملذات الدنيوية الفانية وأخذوا بالإظلال لعامة البشر في عدم تصديق دعوة هود (عليه السلام).
وبعد هذا العرض للتهم التي وجهت إلى هود (عليه السلام) لنرى ما هو الموقف والسياسة المتبعة من هود اتجاه هذه الوسائل لأنه هو الطرف المقصود من ذلك كله فجاء دور هود في تبيان الحقائق وإبطال الفتن التي أثاروها إمام دعوته، ورده على هذه التهم وما ألصقوه به، ما هو إلا إيضاح للحق وإبطال للباطل وليس طلبا منهم لأن يكونوا

(٤٦)
مفاتيح البحث: الأكل (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»