سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٤٣
البحث السابق وسيتضح من خلال دراستنا هذه، ومن المعلوم أن هذا الطلب ليس فيه مكسب مادي لهود بل دعوة خالصة لرضى الله تعالى وتبليغا برسالته.
الطلب الثاني (الطاعة) * (فاتقوا الله وأطيعون) * (1) الأنبياء جميعهم يركزون على هذا المطلب فلماذا هذا الاهتمام بهذا الأمر إلى هذا المستوى؟ لماذا يطيعون الرسول؟ ألم تكفي عبادة الله؟
الجواب على ذلك واضح لأن الرسول هو المدل على الله تعالى وهو السائق إلى الله فلا بد من إطاعته كما يقول.
* (فاتقوا الله وأطيعون) * وكذلك للقيادة الواحدة دور كبير في التوجيه والنصح فلا بد من الالتفاف حول الرسول حول شخصية واحدة وقيادة واحدة مركزية في إصدار القرار فإن للقيادة دور كبير في توجيه المجتمع والسير به إلى التكامل وبالذات إذا كانت القيادة واحدة لا قيادات متعددة كل منها تجر النار إلى قرصها، وأكدت الروايات على ذلك أن لله في كل زمان خليفة لا خلفاء متعددين.
الطلب الثالث (الاستغفار والتوبة) فقال لهم * (ويا قوم استغفروا ربكم) * (2) اطلبوا المغفرة من الله تعالى على ما سلكتم من طرق ملتوية أدت بكم في النتيجة إلى أن تعبدوا أصنام لا تنفع ولا تضر، عودوا إلى بارئكم وإلى الحق تعالى، وتوبوا إليه توبة نصوحة تقلعوا بها كل جذور الشرك والانحراف عن نفوسكم حتى تتطهروا وتكونوا على استعداد كامل لتحمل نعم الله

(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»