سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣٥
إنك افتريت وكذبت وأجابهم القرآن الكريم على هذه الفرية: - * (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا برئ مما تجرمون) * إلى هنا كانت الوسائل المتبعة من القوم لمواجهة نوح كالآتي.
1 - مواجهته بالعادات والتقاليد السائدة في مجتمعاتهم.
2 - غلق الباب أمام نوح وأنه لا فائدة من دعوته وإنهم لن يؤمنوا وطلبوا أن يأتيهم بالعذاب إن كان صادقا.
3 - نسبة الكذب والافتراء إليه في دعوته لقومه.
أما نوح فقد واجههم بسياسة الأنبياء في هداية مجتمعاتهم فاتبع معهم الوسائل الآتية:
1 - حل الشبهات والألغاز التي ورثوها عن آبائهم وإخضاعهم للحجة والبرهان القاطع.
2 - أخبرهم بأنه غير قادر على أن يجلب لهم النفع ولا يدفع عنهم الضرر بمفرده بل لا بد أن يتفاعل الطرفان فيما بينهم حتى يجلبوا الخير فعليه الدعوة وعليهم الاستجابة.
3 - أخبرهم بأن دعوته لم تكن شخصية وذاتية تجلب له مصالح ومكاسب مادية بل دعوته إلهية وهو رسول من الله إليهم.
المجابهة بالقوة ثم قالوا له * (لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين) * (1) هذه هي الوسيلة الجديدة التي يواجه القوم بها نوح (عليه السلام) وسيلة التهديد والوعيد والخضوع إلى منطق القوة والاستغلال والابتعاد عن منطق العقل والاحتجاج وهي آخر ما يمتلكه المهزوم في جعبته عندما يهزم داخليا فهو يريد الإنتصار إلى شهواته لا إلى عقله فيلوح بالعصي الغليظ الذي يمتلكها ولا يمتلك شئ سواها أما نوح فلا بد من أن يتبع سياسة جديدة أمام هذه الوسيلة الجديدة، فهل يواجهها بسياسة المنطق والعقل أم بسياسة مماثلة، فمن المعلوم أن المنطق يواجه المنطق والقوة

(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»