سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٥٧
يا لها من وقاحة تمدهم باللبن الطيب ويمدون إليها أيديهم بالغدر والخيانة فبعملهم هذا تحدوا الرسالة بما فيها من معجزات ليبطلوا كل ما بلغ به صالح من عبادة الله وإطاعة رسله ولكن أنى لهم هذا! فهم لا يعلمون الطرف الآخر جيدا إنه الله تعالى خالق الخلق ومدبر أمره، فعقروها وجاءوا إلى صالح وقالوا له:
* (آتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين) * (1) فلم يتركوا حدا إلا تجاوزوه، عندها حقت عليهم كلمة العذاب وتمت مقدمات السنة الحتمية التي لا تبديل لها ولا تغيير فأنبأهم صالح (عليه السلام) بذلك * (فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) * (2) كلوا واشربوا وتمتعوا ثلاثة أيام لا أكثر، بعد ذلك يفلج الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا * (فلما جاء أمرنا) * فلج الحق واقترب من الذين ظلموا ليدمر عليهم ما بنوه من بيوت مادية وأفكار خاوية ويحقق لصالح وأصحابه الوعد الذي وعدهم إياه * (فلما جاء أمرنا نجينا صالح والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز) * (3) جاء الحل الإلهي لينجي صالح والذين آمنوا معه ويدمر الذين كفروا به وبرسالته فصور لنا القرآن الكريم ذلك المشهد بصور تهز المشاعر وتضطرب لها العقول فقال:
* (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين) * (4) دمار ليس مادي فقط وليس لهم فقط فهو مادي ومعنوي ولهم ولمن يأتي من بعدهم ويكذب برسالات الله ولكن الفرق بالنسبة لهم هو دمار فعلي ولغيرهم دمار مؤقت معلق بحلول الأجل والتكذيب.
هذه هي وسائل القوم في مواجهة صالح (عليه السلام) وهذه هي نتائجها دمار كامل وخزي في الدنيا والآخرة.
سادسا: - التخطيط لقتل صالح (عليه السلام)

(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»