سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٤٠
يعرف القارئ أن دراستنا للمجتمعات وفق هذه النظرة.
فنعود إلى هود وإلى قومه لنلقي نظرة على تلك المجتمعات التي عاشت ما قبل التاريخ ونرى كيفية أساليب المواجهة بين الفريقين بين هود وقومه.
صفات قوم هود تمتع هذا المجتمع بميزات لم تتمتع بها مجتمعات الأنبياء من قبل على حد علمنا بذلك ووصف لنا القرآن الكريم ذلك المجتمع ومواصفاته ونحن نتبع السياق القرآني في ذكر تلك المواصفات.
الصفة الأولى (تقدم ورقي في المدينة) قال تعالى في خصوص هذه الصفة:
* (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) * (1) هذه الكلمة كافية في معرفة التقدم والرقي في كل المجالات التي يعيشونها فهي كلمة صادرة من الحق تعالى وتعبر عن منتهى الحقيقة الواقعة فهو يقول * (لم يخلق مثلها في البلاد) * نعم وحضارة ورقي وتقدم لا يوجد مثله في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ تمتع به قوم هود وذكرهم هود (عليه السلام) بهذه النعم في دعوته عندما قال لهم: - * (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون) * * (أمدكم بأنعام وبنين) * * (وجنات وعيون) * (2) الصفة الثانية (القوة والبطش الشديد) هذه الصفة التي بها ترفع المجتمعات وبها توضع ترفع إذا استغلت وتوضع إذا أهدرت، فهؤلاء كانوا أصحاب قوة رادعة وبطش ليس بالهين فقال لهم نوح في

(١) الفجر: ٥ - ٨.
(٢) الشعراء: ١٣٢ - 134.
(٤٠)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»