سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٥٦
إليهم.
رابعا: - طلب البينة * (ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين) * (1) هذه المواجهة واضحة لدى الرسل ومخطط لها مسبقا لأنها تتكرر من المستكبرين والمترفين، وتكلمنا عنها سابقا عندما بحثنا مع نوح طبيعة مجتمعه، فهي وسيلة متكررة والسبب في تكررها - من وجهة نظرنا - أن فيها مقدمات بديهية ونتائج وصلوا إليها عن طريق المغالطة، أما جانب البديهية فيها هو بشرية الرسل فهم ليسوا بملائكة ولا عقول مجردة بل هم من أبناء البشر يأكلون ويشربون مثلما يأكل ويشرب غيرهم أما النتيجة التي يتوصلون إليها من خلال ذلك في أنه لا يجب اتباع من كان من جنس البشر فهذه مغالطة لأن الرسول وإن كان من جنس البشر ولكن يتمتع بمواصفات يفقدونها ولا يملكونها تجعل منه قائدا ومنهم مقودين إليه، ثم طلبوا بعد ذلك أن يأتيهم بآية ليصدقوه فقالوا له:
* (فأت بآية إن كنت من الصادقين) * فأجابهم بأنه يحمل البينة إليهم، فإذا وجدت البينة فلا سبيل للإنكار والجحود بعد ذلك.
* (قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم) * (2) فتقاسمت هذه الناقة الماء معهم يوما لها لترويهم من لبنها شرابا طيبا لذيذا ويوما لهم ليعقروها ويعتدوا على ما خطه الله إليهم، فلماذا هذا العقر؟ ما هو إلا ضيق الأفق وحقارة الأنفس وخسة الضمير جعلتهم يعقروها وهي تسالمهم ويضربونها وهي تروي ضمأهم.
خامسا: - طلب العذاب * (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح آتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين) * (3)

(٥٦)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»