سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣٦
تواجه القوة والقوم لم يتركوا مجال لاتباع العقل أمامهم فتوجه نوح إلى ربه في هذه اللحظة ليعطيهم درسا جديدا بأنه شخص لديه قوة غيبية يتوجه إليها وليس بمفرده * (قال ربي إن قومي كذبوني، فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين) * (1) فهو يطلب الحل من الله أمام هذه الوسيلة الجديدة التي لا يمكن مقابلتها بالتذكير والوعظ والإرشاد وما أن أتم نوح قوله حتى جاءه الخطاب الإلهي ليسليه ويطيب خاطره ويحسسه بالمعية الإلهية فقال له:
* (وأوحي إلى نوح أن لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) * (2) فهي تطمئن قلبه بأن الله معه ولن يتركه وهو يعلم ما يفعله المجرمون به وما عليك إلا أن تذكرهم بآيات الله عز وجل وأما إيمانهم وعدمه فهو تابع لهم فلا تبتأس بكل وسائل المواجهة التي واجهوك فيها، عند ذلك توجه نوح إلى ربه ليرفع له تقرير بالكامل ويفصل فيه دعوته طول هذه السنين التي مرت يفصلها بعيدا عن إطار الزمان والمكان فقال.
* (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا) * * (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) * * (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) * * (ثم إني دعوتهم جهارا) * * (ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم أسراره) * * (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) * * (يرسل السماء عليكم مدرارا) * * (ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) * * (ما لكم لا ترجعون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا) * * (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا) * * (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) * * (والله أنبتكم من الأرض نباتا) * * (ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا) * * (والله جعل لكم الأرض بساطا) * * (لتسلكوا فيها سبلا فجاجا) * * (قال نوح رب أنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) * * (ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ظلالا) * * (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) * * (وقال

(٣٦)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»