سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣٩
* * * " هود " * (وإلى عاد أخاهم هودا) * (1) حدثنا القرآن الكريم عن فصل جديد من فصول الحياة المتنوعة الأطوار المتعددة الأساليب منهجا وعملا، فلكل مجتمع خصوصية يتمتع بها قد يفقدها المجتمع الآخر إذا فلا بد من دراسة المجتمعات وفق نظرية طبيعة الأشياء هذه النظرية التي لحد الآن لم أجد من وضع أسسها وأركانها وشيد مبانيها التحتية لتدرس من خلالها المجتمعات، نعم أشير إليها هنا وهناك في بعض الموارد (2) وملخص هذه النظرية:
أن تدرس الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الخاصة بكل مجتمع ثم بعد ذلك الحكم عليه من مختلف الزوايا المطلوبة للدراسة، ونحن نرى أن لهذه النظرية مماثل في السنن الإلهية الحتمية التي لا تقبل التغير والتبدل مثلا:
* (وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) * (3) فالاستقامة مقدمة لا إنزال الماء من السماء لا تقبل التغير ولا التحويل سنة جرت عليها الخلائق ونحن لا نريد أن نقول إن طبيعة الأشياء هي النظرية التي نطق بها القرآن لما فيها من الفرق بين السنة الحتمية وقانون العلية وبين الدراسة العامة للمجتمعات فهذا تحميل للقرآن ونحن لا بد أن نتحمل من القرآن ونتزود لا نحمله أفكارنا وآرائنا بل نقول أن المجتمع إذا وضع تحت الدراسة الدقيقة والفحص الشامل نسبيا يمكن أن يخرج الباحث بنتائج دقيقة ومفيدة في تحديد المواقف المستقبلية والأوضاع الراهنة هذه شقشقة هدرت وأتمنى أن تستقر في دراسة مستقلة حتى

(١) هود: ٥٠.
(٢) علوم القرآن، محمد باقر الصدر ألقاها السيد محمد باقر الحكيم ص ٩ - ١٢.
(٣) الجن: ١٦.
(٣٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»