سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٢٠
الجغرافية والسياسية التي تحيط بالفرد، فنجد بعض المدارس عرفت الشخصية " جملة الصفات الجسمية والعقلية والمزاجية والاجتماعية والخلقية التي تميز الشخص عن غيره تميزا واضحا " (1).
والبعض الآخر عرف الشخصية بأنها: - " مركب من صفات مختلفة تميز الشخص عن غيره خاصة من ناحية التكيف للمواقف الاجتماعية " وهناك تعاريف أخرى كثيرة كلها تبحث عن الشخصية وكيفية تركيبها والعوامل وطرق نموها، ونحن عندما نبحث عن شخصية الأنبياء في هذا البحث نحاول قدر الإمكان أن نبحث عن الأنبياء في التعامل مع أنفسهم الطاهرة أولا ثم مع مجتمعاتهم ثم مع أعدائهم ونلاحظ طرق التعامل المختلفة من مجتمع إلى آخر وسبب اختلاف تلك الطرق.
استعداد الأنبياء النفسي كل شئ يصدر من الإنسان لا يصدر عن فراغ وإنما يصدر عن مبدأ وجودي في نفس الإنسان فالنفس فيها مبادئ الأشياء الصادرة منها " فالنفس الإنسانية التي هي صورة جوهرية مجردة متعلقة الفعل بالمادة علة فاعلية للأفعال الصادرة عن الإنسان " (2) وإذا لا حظنا الأنبياء سلام الله عليهم نجدهم يتميزون بميزات تختلف عن الميزات العامة لصنف البشر وهذا التمييز ناشئ من مبادئ في نفوسهم الشريفة أعطاها الله لهم لما علم منهم إنهم لا يريدون إلا الطاعة والسير في طريق التكامل فهذا حبيب الله محمد (صلى الله عليه وآله) وخاتم الأنبياء وسيد الرسل حيث يقول بحقه الأستاذ محمد محمد يوسف: - " كان رسول الله في طفولته ناشئا كريما وفي ريحانة عالي الهمة عفيفا وفي تجارته أمينا قانعا وفي شركته أخا صادقا وفي حربه خصما معقولا شريفا وفي معاهداته نافرا من الغدر وافيا بالعهد وفي زواجه مثالا للنفس السامية والخلق الكامل وفي حكمه أمينا على الحق ناصرا له هداما للباطل مقوضا لبيانه " (3).

(١) أحمد عزة راجح أصول علم النفس.
(٢) نهاية الحكمة - السيد الطباطبائي ص 121.
(3) أخلاق الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) محمد محمد يوسف.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»