فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) * (1) وجاءت سنة الله تعالى في القوم الكافرين جاء الطوفان الإلهي الذي لا يعصم أحد منه وطهر هذا الطوفان وجه الأرض من الذين وقفوا لنوح وصدوا لدعوته وانتهت القصة بهذا الحل المناسب واستجاب الله دعوة نوح (عليه السلام) * (لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) * (2) ثم جزاه الله جزاء الصابرين وأسدل عليه نعمه الظاهرة والباطنة تكريما له حيث قال تعالى * (وجعلنا ذريته هم الباقين) * * (وتركنا عليه في الآخرين) * * (سلام على نوح في العالمين) * * (أنا كذلك نجزي المحسنين) * * (أنه من عبادنا المؤمنين) * (3) أما المشركين فكانت عاقبتهم الغرق والذل والهوان * (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * (4).
وفي زاوية أخرى من زوايا التاريخ نجد نبي الله موسى (عليه السلام) يقدم تقريره إلى الله تعالى بجملة سلسة وسهله وبعبارة قصيرة حوت على كل ما يستطيع موسى أن يقدمه إلى الله تعالى كخلاصة لتجربته مع مجتمعه حيث قال * (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بينا وبين القوم الفاسقين) * (5) وما أن أكمل موسى هذه الكلمات الصادرة من عمق المأساة والمعاناة والعمل اليومي الدؤوب مع بني إسرائيل حتى جاء الخطاب الإلهي * (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين) * (6).
فالحل هو التيه والتحير، التيه الحضاري والفكري والسياسي فهذه نقمة الله تعالى وهذا عذاب الله.
وأخيرا أيوب (عليه السلام) إذ يرفع تقريره إلى الله تعالى بأوجز عبارة في أعمق مصيبة * (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) * (7) فهذه الألفاظ تضمنت معنى يعجز المتكلم أن يوصفه ويحدده فاستجاب الله لدعاءه * (أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) * (8) يا أيوب أسرع وتذوق حلاوة الدعاء والصبر