البشرية.
* (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) *.
فأمر الله لأنبياءه الذين هم سفراءه إلى خلقه ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فالسياسة العادلة هي سياسة الأنبياء والأئمة والهداة سلام الله عليهم أجمعين.
* (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) * (1).
وكما جاء في بحار الأنوار " عدل السلطان خير من خصب الزمان " (2).
فالأنبياء جاءوا ليرفعوا شعار العدالة ويقيموا الحق والعدل ويدعوا الإنسانية بالرجوع إلى فطرتها السليمة ويحقوا الحق ويقيموا العدل لأن العدل أساس به قوام العالم (3) ويحتاجه الإنسان في هذا العالم المادي المركب من قوى متنازعة متضادة فيما بينها تتصارع لكي تبقى حية فلا بد لها من مقنن يقنن لها هذا التنازع والتضاد، والعدل هو الأساس في هذا التقنين لأن الإنسان يقصده وينشده وهو مفطور عليه فهو ضالة الإنسان، وإذا تصفحنا تاريخ الأنبياء وجدناهم يرفعون شعار العدل في كل زمان ومكان وفي مختلف الظروف، فسياسة الأنبياء سياسة العدل والصلاح والإصلاح.
السياسة الظالمة هذه السياسة قائمة على أساس المكر والخداع وتجاوز الحد وظلم الرعية واستنزاف ثروات الشعوب والسير بالمجتمع في طريق ضال.
* (بل الظالمون في ظلال مبين) * (4) فالسياسة الظالمة سياسة جائرة لا تعرف الرحمة، والإنسانية تحت هذا النوع من السياسة في منحدر خطير تواجه الدمار والهلاك وللأسف الشديد ما أكثر هذا النوع من السياسة على مر العصور لأن أصحاب هذا الاتجاه لا يقيمون للعدل وزنا ولا تحدهم الحدود فهم يرتكبون كل شئ لأجل الوصول والتربع على كرسي القيادة