سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣١
فأنا لا أريد أن أتآمر عليكم لمكسب مادي بل أنا رسول من رب العالمين أنذركم عذاب يوم لا ينفعكم فيه ما تملكون، وأما أجري إلا على الله مالك الملك فهو الذي يعطي وإن منع الآخرون وهو الذي يمنع وإن أعطى الآخرون فكل شئ بيده، فنوح يبعد من أذهانهم هذه التقاليد أن إنسان لا بد أن يكسب أجرا ماديا عندما يعمل عمل بل أراد أن يعطيهم مفهوما في الحياة وهو عدم انحصار المكاسب بالماديات فقط بل المكاسب الحقيقية هي المعنوية عند الله تعالى ثم قال: - * (ولا أقول لكم عندي خزائن الله) * (1) فأنا لا أملك خزائن الأرض وكنوزها حتى تتبعوني بل أنا هاديكم إلى الرشاد وطريق الصلاح فكونوا على بينة من أمركم، هذا هو منطق الأنبياء منطق الحق والعدالة لا يراوغون حتى يكسبوا الأنصار ولا يرغبون في الكمية بقدر اهتمامهم بالنوعية فهم يريدون متبع الرسالة أن يكون مخلصا صادقا مع نفسه ومع الناس حتى يكون قادرا على التغير والتبليغ ونشر الخير والفضيلة في المجتمع جواب المسألة الثانية أما بالنسبة للمسألة الثانية عندما قالوا له * (ما نراك إلا بشرا مثلنا) * أنت بشر ونحن بشر فلماذا نتبعك وأنت تحمل نفس المواصفات التي نحملها ففي هذا الكلام شقان : - الشق الأول: أنهم بشر ونوح بشر الشق الثاني: أنهم يحملون نفس المواصفات التي يحملها نوح أما بالنسبة للجواب على الشق الأول أن نوح بشر يأكل ويشرب ويتزوج ويسير بين الناس فهذا ما لا إشكال فيه فقال لهم.
* (ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك) * فأنا بشر مثلكم أعطاني الله الرسالة لأهديكم إلى سواء السبيل ولست بملك كي أتمتع بمواصفات الملائكة لا أجبركم على الطاعة والسير خلفي فأنا بشر أدعوكم إلى الحق من ربكم.

(٣١)
مفاتيح البحث: المنع (2)، الأكل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»