سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٢٣
تشريع القوانين وتنفيذها وفي علاقاتها بالدول الأخرى وبيان مدى العلاقة بين الشعب والدولة وارتباطات الدول بعضها مع بعض " (1) فالسياسة في المفهوم الغربي هي البحث عن المصالح الخاصة والعامة للدولة وارتباطاتها بالدولة الأخرى وهذا المعنى لا يخلو من شائبة المصالح واتباع شتى الوسائل للوصول إلى هذا الفن وتطبيقه وكسب المصالح والمنجزات السياسية بأي طريق كان بخلاف السياسية في المصطلح الإسلامي فهي النيابة العامة والزعامة والخلافة الإلهية الكبرى " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق " (2).
فالمراعى في هذه السياسة هو الحق لا المصالح والمكاسب على حساب القيم والدين.
وفي هذا البحث نرى كيف طبقت هذه السياسة ومن الذي طبقها على الأمم والشعوب، فنقول ومن الله العون إن السياسة الحقة هي سياسة الأنبياء وهي الخلافة الإلهية لأنبياء الله على خلقه وهي تابعة لسلطتهم على الناس في كل الشؤون الخاصة والعامة حيث يقول الشيخ الأنصاري في بحث ولاية الفقيه ما معناه أن الولاية بكل أصنافها ثابتة للنبي والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين بالأدلة الأربعة (3).
1 - القرآن * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) *.
* (إنما وليكم الله ورسوله) * 2 - السنة الشريفة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه " 3 - الإجماع يؤيد ذلك 4 - العقل قاضي بوجوب شكر المنعم بعد معرفة أنهم أولياء النعم فالأنبياء والأولياء سلام الله

(١) أدب السياسة عن باقر شريف القرشي.
(٢) ص ٢٦.
(٣) المكاسب: - الشيخ الأنصاري قد كتاب البيع في تعيين مناصب الفقيه.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»