* (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) * (1) فلا بد للإنسان من نبي يهديه إلى الطريق القويم الصحيح ويجنبه مخاطر الهلكة والسقوط في الهاوية ويأخذ بيده إلى الجنة الموعودة إلى جنة الخلد والرضوان.
يقول صاحب ميزان الحكمة (2): - " فإن قلت: كفى في الدعوة ما يدعو إليه العقل من اتباع الإنسان للحق في الإعتقاد والعقل، وسلوكه طريق الفضيلة والتقوى، فأي حاجة إلى بعث الأنبياء؟
قلت العقل الذي يدعو إلى ذلك، ويأمر به هو العقل العملي الحاكم بالحسن والقبح دون النظري المدرك لحقائق الأشياء كما مر بيانه سابقا والعقل العملي يأخذ مقدمات حكمه من الإحساسات الباطنة، والإحساسات التي هي بالفعل في الإنسان في بادي حاله هي إحساسات القوى الشهوية والغضبية، وأما القوى الناطقة القدسية فهي بالقوة، وقد مر أن هذا الإحساس الفطري يدعو إلى الاختلاف ، فهذه التي بالفعل لا تدع الإنسان يخرج من القوة إلى الفعل كما هو مشهود من حال الإنسان فكل قوم أو فرد فقد التربية الصالحة عاد عما قليل إلى التوحش والبربرية مع وجود العقل وحكم الفطرة عليهم، فلا غناء عن تأييد إلهي بنبوة تؤيد العقل ".
الشخصية النبوية عندما يتكلم الباحث عن شخصية من الشخصيات لا يستطيع مهما بحث أن يستوعب كل الجوانب التي تحيط بتلك الشخصية وخصوصا إذا كانت الشخصية شخصية عظيم من العظماء أو رجل استطاع أن يحقق أشياء عجز عنها الآخرون فكيف بنا ونحن نبحث في شخصية الأنبياء سلام الله عليهم الذين هم مشاعل التاريخ على مر العصور والذين هم سفراء الله إلى خلقه وإذ لاحظنا تعاريف علم النفس للشخصية وجدناها كثيرة جدا مختلفة باختلاف المدارس والتوجهات التي يتوجه إليها أصحاب تلك المدارس وسبب الاختلاف هذا أن الشخصية مركبة من وحدات صغيرة كل منها لها مدخل في بناء الإنسان مثل الخلق، والمزاح، والعوامل