بينهم * (إذ قال يا عيسى أني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين) * (1).
وأخيرا رفع عيسى (عليه السلام) إلى الله تعالى لتحرم تلك الأمة التي لا تستحق أن يكون الرسول بينهم، لأنهم لم يكتفوا بمواجهته بل راحوا يخططون لقتله وإخفاء شخصه وإضمار دعوته.
المجتمع الجاهلي فلا بد أولا من دراسة القوانين السائدة في المجتمع الجاهلي ليتبين لنا عظمة وقوة شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) المغير لتلك القوانين والأنظمة التي حكمت المجتمع جيلا بعد جيل، وإذا أردنا أن نقلب المجتمع الجاهلي بحثا عن قوانينه وقواعده وتقاليده نجدها لا تخرج عن هذه الأربعة:
الأولى: الفوضى روى أهل السير والتاريخ (2) أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف عبد الدار، ومخزوما، وجمحا، وسهما وعدي بن كعب فأبوا أن يعينوه على العاص بن وائل وانتهروه فلما رأى الزبيدي الشر، أوفى على أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة فنادى بأعلى صوته.