سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٤٠
يا آل فهر لمظلوم بضاعته * ببطن مكة نائي الدار والنحر ومحرم أشعث لم يقض عمرته * يا للرجال وبين الحجر والحجر إن الحرام لمن تمت كرامته * ولا حرام لثوب الفاجر الغدر فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال ما لهذا مترك، فاجتمعت هاشم وزهرة وتميم بني مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاما وتحالفوا في ذي القعدة الحرام، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه أبدا، فسمت قريش ذلك الحلف بحلف الفضول وقالوا لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر " ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي ودفعوها إليه. هذه الحادثة تكشف عن مدى الفوضى التي كان يعيشها مجتمع الجاهلية قبل رسالة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وتكشف عن غياب القانون وحكومة الغاب .
الثانية: - الشرك بالله * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) * (1) فكان الشرك هو السمة الثانية التي تحكم المجتمع بعد الفوضى، فتعدد الآلهة كان من سمات المجتمع الجاهلي ذلك المجتمع الذي عكف على عبادة الأصنام والحجارة التي جلبوها من مكان بعيد حيث (2) " ذكروا أن أول من وضع الأصنام على الكعبة ودعى الناس إليها عمرو بن لحى وكان في زمان سابور ذي الأكتاف ساد قومه بمكة واستولى على سدانة البيت ثم سافر إلى مدينة البلقاء بأرض الشام فرأى قوما يعبدون الأصنام فسألهم عنها فقالوا هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلوية والأشخاص البشرية نستنصر بها فننصر، ونستمطر بها فنمطر فطلب منهم صنما من أصنامهم فدفعوا إليه هبل فرجع إلى مكة ووضعه على الكعبة ودعا الناس إلى عبادتها وكان معه أساف ونائلة على شكل زوجين فدعا الناس إليهما والتقرب إلى الله بهما " وهناك رأي آخر في المسألة حول دخول الأصنام في الكعبة (3)

(١) الأنعام: ١٥١.
(2) الملل والنحل عن الميزان: 3 / 352.
(3) الصحيح من سيرة النبي الأعظم 2 / 37.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»