سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٤١
وكيف كان الرأي فهم في بالنتيجة خوت عقولهم وخضعت أجسادهم لأصنام لا تنفع ولا تضر فانتشرت الجهالات وسادت الفتن وشاع الانحراف ولهذا وصف الإمام على تلك الحقبة الزمنية بقوله " بعثه والناس ضلال في حيرة وحاطبون في فتنة، حيارى في زلزال من الأمر وبلاء من الجهل.
الثالثة: - قتل الأولاد الفترات السابقة كانت مختلفة في طبيعة عيشها من حين إلى آخر فالاعتماد الكلي كان على الأمطار تقريبا وعلى التجارة المتبادلة بين المجتمعات عبر الطرق الوعرة، فهذا الاعتماد يسبب للناس حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي فتارة يرفلون بالنعمة وأخرى يصابون بالقحط وإذا أصاب أحدهم القحط والإفلاس يلجأ إلى وسائل غريبة تفقدها المجتمعات اليوم بحمد الله ألا وهي قتل الأولاد وتخفيف المسؤولية على عاتق الأب خوفا من الإملاق بتعبير القرآن الكريم.
* (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) * (1) فلا حل لديهم إلا هذه الوسيلة الخالية عن المنطق والخاضعة لحياة الوحشية وقوانينها.
الرابعة: - وأد البنات كانت هذه الطريقة هي الأخرى سائدة في المجتمعات القديمة فكانوا من الوحشية بمستوى لا يصل إليه الحيوان الذي لا عقل له مطلقا، فكان أحدهم إذا بشر بمولود أنثوي يسود وجهه وتتغير معالم صورته الحقيقية وكأن هناك كارثة قد حصلت وبالنتيجة يلجأ إلى قتله من دون سبب أو جريمة.
* (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) * (2) * (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ضل وجهه مسودا وهو كظيم) * (3) الخامسة: - الفاحشة

(١) الأنعام: ١٥١.
(2) (3) النحل: 58.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»