دفع أباطيل الكاتب - السيد المرتضى المهري - الصفحة ٢٥
أشهر فلما ماتت ضرع (!) إلى صلح أبي بكر فأرسل اليه ان يأتيه فقال عمر: لا تأته وحدك قال وماذا يصنعون بي.....
ثم يفسر الكاتب ما نفث به صدر الإمام عليه السلام طيلة أيام خلافته من شكاوى عما صنع به القوم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله فيقول: ولا شك ان تمنع الإمام علي من المسارعة إلى بيعة أبي بكر كان بسبب أنه كان يرى نفسه أولى وأحق بالخلافة وهو كذلك، أو كان يرى ضرورة مشاركته في الشورى وعدم جواز الاستبداد بها دونه، وقد سأله رجل من بني أسد: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال: يا أخا بني أسد... أما الاستبداد بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا والأشد برسول الله صلى الله عليه وآله نوطا، فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين.
ينقل الكاتب هنا بعض الاخبار والخطب مما يوهم انه عليه السلام انما كان يرى نفسه أحق بالخلافة من جهة الفضل والعلم والجهاد ولا يدعي نصا على نفسه وانما كان يؤمن بالشورى كمبدأ لتعيين الخليفة ولذلك بايع أبا بكر فلنلاحظ الاخبار والخطب:
1 - خطبة 162 من نهج البلاغة وهي التي نقلناها آنفا عن الكاتب. وقد قال الامام بعد الجملة المذكورة والحكم الله والمعود اليه يوم القيامة... ولنتأمل الخطبة هل معنى العبارة ان الامام يؤمن بالشورى كمبدأ لتعيين الخليفة؟ فلو صح ذلك فلماذا يشكو الامام المتقمصين للخلافة؟ وما ذنبهم إذا كان الناس اختاروهم للقيادة؟ أليس الواجب عليهم القيام بأعبائها إذا اختارتهم الأمة فلماذا يعبر الامام عنها بالإثرة.
والأثرة: الشئ يؤخذ ممن هو حق له أو نفس الأخذ من دون استحقاق، وفي الفائق انه الاستئثار بالفئ وغيره. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله قوله للأنصار:
انكم ستلقون بعدي اثرة فاصبروا. واعتقاد الامام انه أحق بالخلافة وأصلح لها حسب نظرية الشورى لا يعني الا ان الأولى للناس ان يختاروه اماما فان لم يفعلوا فلا شئ عليهم ولا على الذي يختارونه وليست هنا خلافة مغتصبه أو وضع في غير محله فان محله هو الذي يختاره الناس سواء أصابوا الأصلح أم أخطأوا بل لا يجب عليهم ان يتحروا الأصلح فلماذا هذه الشكاوى وممن؟ ولماذا التعبير بان نفوسا شحت عليها وبخلت بها لو لم يكن له عليه السلام حق ثابت؟ ولماذا يهددهم بان الحكم الله واليه يوم القيامة؟
ثم يتابع الكاتب فيروي الخطبة الشقشقية متقطعة ونحن نرويها كاملة ليتضح الامر:
أما والله لقد تقمصها فلان (وفي نسخة ابن أبي قحافة) وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا. ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا. وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير،
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»