عليا عليه السلام بالنص وانهم غصبوها منه كما قال عليه السلام في خطبة أخرى:
فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله حتى يومنا هذا (1).
5 - فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها... حيث إن الإمام عليه السلام لم يتعجب منه كيف عقد الخلافة لآخر ولم يترك الامر للشورى وانتخاب الناس ولو كان الامام يؤمن بالشورى كمبدأ لتعيين الخليفة لكان هذا هو وجه العجب حيث استند أبو بكر في شرعية خلافته إلى الشورى - كما يزعمون - ثم عين الخليفة من بعده بالنص ولكنه عليه السلام لم يبد عجبا من ذلك وانما تعجب منه كيف عقدها لآخر وهو يستقيل منها في حياته ويشير بذلك إلى قول أبي بكر في خطبة له:
أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم (2).
ويستشهد الكاتب بعد ذلك بهذه الرواية المروية عن زيد بن علي عن الامام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا أولى بهم مني بقميصي هذا فكظمت غيظي وانتظرت امري وألزقت كلكلي بالأرض يروي الكاتب هذه القطعة من الحديث عن الشافي للشريف المرتضى رحمه الله (3: 110) ونحن ننقله كاملا:... ثم إن أبا بكر هلك واستخلف عمرو قد والله علم أني أولى بالناس مني بقميصي هذا فكظمت غيظي وانتظرت امري ثم إن عمر هلك وجعلها شورى وجعلني فيها سادس ستة كسهم الجدة فقال:
اقتلوا الأقل فكظمت غيظي وانتظرت امري وألزقت كلكلي بالأرض حتى ما وجدت الا القتال أو الكفر بالله.
ويعقب الكاتب على نقل هذه الخطب والكلمات بقوله: وفي هذه الخطب يشير الإمام علي بن أبي طالب إلى أولويته بالخلافة وأحقيته بها وان أهل البيت هم الثمرة إذا كانت قريش شجرة رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يشير إلى مسألة النص عليه من رسول الله أو تعيينه خليفة من بعده....
وقد تبين بما مر انه عليه السلام لا يقصد بهذه العبارات انه أولى بالخلافة بل إن الخلافة حق له غصب منه وكذلك كلامه هذا فإنه لا يقول: وانا أولى بها منهم كما يتوهمه أو يوهمه الكاتب بل يقول: وانا أولى بهم مني بقميصي هذا كما صرح بذلك في عبارته التالية وقد والله علم (يعني أبا بكر) أني أولى بالناس مني بقميصي هذا... ومن المعلوم أنه عليه السلام يملك قميصه فمراده بهذا الكلام ليس أولويته بالخلافة بل المراد انه أولى بالناس من الناس أنفسهم وانه يملك أمورهم أكثر مما يملك قميصه.