غزوة ولم يقل لاحد منهم هذه الجملة. مع أن استثناء النبوة يدل على أن كل نسبة بين هارون وموسى تخص الولاية هي موجودة بين النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الا النبوة ولا شك ان من تلك المنازل ولاية هارون عليه السلام على الناس في غياب موسى عليه السلام ولا فرق في ذلك بين حياته وموته فان هذه ولاية مجعولة من الله تعالى حيث إن موسى عليه السلام طلب من ربه ان يشركه في امره ومن امره الولاية على الناس وقال تعالى (قد أوتيت سؤلك يا موسى).
وقد ورد في حديث صححه الذهبي على ما في المراجعات (المراجعة 26) بعد قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي قوله: انه لا ينبغي ان اذهب الا وأنت خليفتي وهذه الجملة عامة تشمل ما بعد وفاته صلى الله عليه وآله.
وللمزيد من التفصيل في البحث عن مفاد الحديث وقوة دلالته راجع الكتب الكثيرة الموضوعة في الإمامة كالغدير والمراجعات وغيرهما فغرضنا هنا الاستعراض فحسب.
3 - حديث الغدير: من كنت مولاه فهذا علي مولاه (1). وهو بهذا اللفظ من أوضح مصاديق الحديث المتواتر القطعي. وقد كثر الحديث حول هذا الحديث والف في جمع أسانيده الكتب قديما وحديثا ولعل أول من الف فيه كما في موسوعة الغدير للعلامة الأميني رحمه الله هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 210 هجرية صاحب التفسير والتاريخ المعروفين وهو من أكابر علماء العامة حيث الف كتاب الولاية في طرق حديث الغدير. قال الذهبي في طبقاته 2: 254: لما بلغ محمد بن جرير ان ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم في تصحيح الحديث.
ثم قال: قلت: رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق .