محمد، أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟ فقال: نعم بأبي وأمي ذاك علي ولي (1).
وهذه الوصية كما هو ملاحظ، وصية عادية شخصية آنية، لا علاقة لها بالسياسة والإمامة والخلافة الدينية وقد عرضها الرسول في البداية على العباس بن عبد المطلب فأشفق منها وتحملها الإمام أمير المؤمنين طواعية (2).
الرواية مع ضعفها سندا بسهل بن زياد الآدمي لا تدل على شئ مما يرومه الكاتب فهل اثبات وصية كهذه من رسول الله صلى الله عليه وآله ينفي نصبه للخلافة؟! وهل في هذه الرواية جملة تدل على انحصار وصيته صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام في ذلك؟!
كلا ولكن الغريق يتشبث بكل حشيش وكم أتعب نفسه هذا الرجل ليؤيد مزعمته هذه أن أهل البيت عليهم السلام لم يؤمنوا بالنص بل آمنوا بالشورى فلم يجد الا رواية ضعيفة تدل على أن هناك وصية أخرى للرسول صلى الله عليه وآله فأراد بذكرها ان يوهم للقارئ أن أئمة الشيعة لا يدعون ايصاء بالخلافة وانما يدعون ايصاء بهذه الأمور. ولكن كيف يمكن الاستدلال بهذه الرواية على انحصار الوصاية في ذلك؟! ولو فرض دلالتها فهل تقاوم هذه الرواية عشرات الروايات المتواترات القطعيات التي ملأت كتب الشيعة مما صرح فيها بخلافته عليه السلام بل تجاوزتها فملأت كتب العامة أيضا؟!
3 - وهناك وصية أخرى ينقلها الشيخ المفيد في بعض كتبه عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أوصى بها إليه قبل وفاته، وهي أيضا وصية أخلاقية روحية عامة وتتعلق بالنظر في الوقوف والصدقات (3).
وهذه أيضا كسابقتها وإن لم أجدها في الأمالي والارشاد ولكنها مهما كانت فإنها على فرض الصحة لا تنفي الاستخلاف ولا تعارض الروايات الدالة على خلافته عليه السلام ولو عارضت أيضا لم يكن لها خطر كما هو واضح ولكن الكاتب يرقص فرحا فقد وجد في هذه الروايات الثلاث ضالته وهو يدعي ان تراث الشيعة يحفل بنصوص تؤكد التزام أهل البيت بمبدأ الشورى!!! فتراه يقول:
وإذا ألقينا بنظرة على هذه الروايات التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية كالكليني والمفيد والمرتضى فإننا نرى انها تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي بالخلافة والإمامة وترك الامر شورى... (4).
وقد ألقينا النظرة بل تأملنا بجد فرأينا الأحاديث لا تدل على ذلك ولا يتوهم منها الدلالة أصلا بل