دفع أباطيل الكاتب - السيد المرتضى المهري - الصفحة ٢٠
الشورى عند علماء الإمامية واما الشواهد التي تشبث بها الكاتب في ص 19 لاثبات ان تراثهم (الامامية) يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها فهي:
1 - تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى - وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري - إن العباس بن عبد المطلب خاطب أمير المؤمنين في مرض النبي صلى الله عليه وآله أن يسأله عن القائم بالأمر بعده فإن كان لنا بينه وإن كان لغيرنا وصى بنا ، وإن أمير المؤمنين قال: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله حين ثقل، فقلنا: يا رسول الله... استخلف علينا، فقال: لا، إني أخاف أن تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيرا اختار لكم.
أقول: التمسك بهذه الرواية واسنادها إلى الشيعة والى كتاب الشافي للشريف المرتضى يدل على سوء سريرة الرجل وانه ليس كاتبا حرا بل كاتب أجير فهذه رواية يتمسك بها خصوم الشيعة والشريف ذكرها في عداد ما تمسك به الخصم لرد وجود نص على أمير المؤمنين عليه السلام ورده الشريف المرتضى رحمه الله قال في ص 151 من الجزء الثاني ط طهران (1): قال صاحب الكتاب (اي قاضي القضاة المعتزلي) حكاية عن أبي هاشم:
وكيف جاز أن يقول له العباس ورسول الله صلى الله عليه وآله عليل: سله عن هذا الامر فإن كان لنا بينه وان كان لغيرنا وصى بنا.....
وأجاب عنه في ص 152: اما سؤال العباس رضي الله عنه عن بيان الامر من بعده فهو خبر واحد غير مقطوع عليه ومذهبنا في اخبار الآحاد التي لا تكون متضمنة لما يعترض على الأدلة والأخبار المتواترة المقطوع عليها معروف فكيف بما يعترض ما ذكرناه من اخبار الآحاد؟ فمن جعل هذا الخبر المروي عن العباس دافعا لما تذهب إليه الشيعة من النص الذي قد دللنا على صحته، وبينا استفاضة الرواية به فقد أبعد. على أن الخبر إذا سلمناه وصحت الرواية به غير دافع للنص، ولا مناف له لان سؤاله رحمه الله يحتمل أن يكون عن حصول الأمر لهم وثبوته في أيديهم، لا عن استحقاقه ووجوبه، يجري ذلك مجرى رجل نحل بعض أقاربه نحلا وأفرده بعطية بعد وفاته، ثم حضرته الوفاة فقد يجوز لصاحب النحلة أن يقول له أترى ما نحلتنيه وأفردتني به يحصل لي من بعدك، ويصير إلى يدي أم يحال بيني وبينه ويمنع من وصوله إلي ورثتك، ولا يكون هذا السؤال دليلا على شكه في الاستحقاق، بل يكون دالا على شكه في حصول الشئ الموهوب له إلى قبضته والذي يبين صحة تأويلنا، وبطلان ما توهموه قول النبي صلى الله عليه وآله في جواب العباس على ما وردت به الرواية:

(1) الأرقام هنا تختلف عما ذكره الكاتب في الهامش وما ذكره خطأ.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»