وجدناك كاذبا تنسب الحديث إلى الشافي وهو لم يذكره الا نقلا عن الخصم ليرده.
احجام الامام عن اخذ البيعة لنفسه ثم قال: وهو ما يفسر احجام الإمام علي عن المبادرة إلى اخذ البيعة لنفسه بعد وفاة الرسول بالرغم من الحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك حيث قال له امدد يدك أبايعك وآتيك بهذا الشيخ من قريش (يعنى ابا سفيان) فيقال ان عم رسول الله بايع ابن عمه فلا يختلف عليك من قريش أحد والناس تبع لقريش فرفض الإمام علي ذلك (1).
أقول: التاريخ يقول لنا ان الامام كان مشتغلا بتجهيز الرسول صلى الله عليه وآله حينما اجتمعت الأنصار في السقيفة ثم حضر أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فمنعوهم من التبايع وساعدهم على ذلك ضغائن الأوس والخزرج كما أسلفناه وتم الامر لابي بكر فهذه البادرة التي أظهرها العباس - لو صحت الرواية - انما كان بعد مؤامرة السقيفة وتمامية الامر لابي بكر ومن الطبيعي ان يرفض الإمام (ع) كل اقتراح من هذا القبيل بعد أن بقي منفردا لا يمكنه الصولة إلا بيد جذاء ونتيجته أن لا يبقى موحد ابدا ولا يسمع صوت الشهادة على المآذن.
هذا مع أنه عليه السلام لم يكن بحاجة إلى اخذ البيعة لنفسه فقد بايعه المسلمون يوم الغدير بما فيهم أبو بكر وعمر ووجوه الصحابة وقال له عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن - أو كل مسلم - على اختلاف الروايات، وقد رواه جمع كثير من الحفاظ وأصحاب السنن جمعهم العلامة الأميني رحمه الله في كتاب الغدير حيث قال:
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنة كثير لا يستهان بعدتهم بين راو مرسلا له إرسال المسلم وبين راو إياه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم....
ثم عد ستين حافظا من اهل السنة رووه في مصنفاتهم منهم ابن أبي شيبة المتوفى 235 في المصنف والامام احمد في سنده وابن جرير الطبري في تفسيره والحافظ الشهير الدارقطني في سننه والثعلبي في تفسيره والخطيب البغدادي في تاريخه والغزالي في سر العالمين والشهرستاني في الملل والنحل والخوارزمي في مناقبه وابن الجوزي في مناقبه أيضا والامام فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير وابن الأثير في أسد الغابة وسبط ابن الجوزي في تذكرته وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم إلى