دفع أباطيل الكاتب - السيد المرتضى المهري - الصفحة ١٩
وهو وليكم بعدي وانه مني وانا منه وهو وليكم بعدي (هكذا مكررا) وفي لفظ آخر.
من كنت وليه فعلى وليه. وفي آخر عن بريدة غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه إلى غير ذلك (1).
ولا شك ان المراد بالولي هو المتولي لأمور الناس والحاكم عليهم دون الناصر والمحب ونحو ذلك فان قوله بعدي اما ان يريد به بعده زمانا ونعلم أن نصرة الامام وحبه للمسلمين لم يختص بما بعد الرسول صلى الله عليه وآله بل كان ناصرا للمسلمين ومحبا لهم في عهد الرسالة المجيدة بكامله بل يمكن ان يقال ان نصرته لهم كانت منحصرة في ذلك العهد فقد اعتزل الأمور بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله زهاء ثلاثين سنة. واما ان يريد بالبعدية من حيث الرتبة فولايته متأخرة رتبة عن ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وهذه قرينة واضحة على أن المراد بها ما هو من سنخ ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وهي كونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما وقع التصريح بذلك في أحد النصوص كما مر ذكره. هذا مع أن الولاية بمعنى النصرة والمحبة لا يختص بها علي عليه السلام بل المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض كما في الكتاب العزيز فالولاية الخاصة به التي امتدحه بها الرسول صلى الله عليه وآله وجعله وجه عدم جواز معارضته في هذه النصوص هي الولاية بمعنى الأولوية والحكومة.
وهناك كثير من النصوص المتفرقة التي تدل بتواترها الاجمالي على نص الرسول بخلافة علي عليه السلام مثبتة في المجامع الروائية من أراد الوقوف عليها فليراجع المراجعات للامام شرف الدين أو الغدير للعلامة الأميني أو سائر الكتب المؤلفة لهذا الشأن.
واما اخبار الامامية واحتجاج الأئمة عليهم السلام فأوضح من الشمس والنص على خلافته عليه السلام واحد عشر اماما من ولده من ضروريات المذهب وواضحاته والكتب في ذلك كثيرة منها كتاب كفاية الأثر للخزاز الرازي، والالفين للعلامة الحلي، وغاية المرام والإنصاف للسيد هاشم البحراني، وبحار الأنوار (ج 36)، واثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للحر العاملي رحمه الله، وجامع الأثر للسيد حسن آل طه، و....

(١) المعجم الكبير: ١٢ ٩٩ ضمن ح ١٢٥٩٣، البداية والنهاية: المجلد ٤ ج ٧ ٣٤٥ ، مجمع الزوائد: ٩ 120، منحة المعبود: 2 178 ح 2652.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»