ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٧
فقالوا: ابعث إليه، وإلا فوالله اعتزلناك.
فذهب الرسول مرة ثانية إلى الأشتر وأخبر بتمرد القوم واختلافهم، وما كان الأشتر يحب مغادرة جبهة القتال في تلك الساعة الحرجة، فقال له الرسول: أتحب أنك ظفرت ههنا، وإمامك بمكانه الذي هو فيه يفرج عنه ويسلم إلى عدوه؟!
فقال الأشتر: سبحان الله! لا والله، لا أحب ذلك.
فقال الرسول: فإنهم حلفوا عليه لترسلن إلى الأشتر فليأتيك، أو لنقتلنك بأسيافنا كما قتلنا عثمان، أو لنسلمنك إلى عدوك.
أقبل الأشتر مغضبا وصاح بالقوم: يا أهل الذل والوهن، أحين علوتم القوم وظنوا أنكم قاهروهم رفعوا المصاحف يدعوكم إلى ما فيها... فلا تجيبوهم، أمهلوني فإني قد أحسست بالفتح.
قالوا: لا نمهلك.
وجرى كلام طويل بينهما حتى آل الأمر إلى السب، والشتم والصياح، فصاح الإمام بهم: " كفوا ". فصاح القوم أن أمير المؤمنين قد رضي المحاكمة بحكم القرآن!
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست