ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٥
أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي سرح وابن أبي معيط وابن مسلمة ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإني أعرف بهم منكم، صحبتهم صغارا ورجالا، فكانوا شر صغار وشر رجال. ويحكم أنها كلمة حق يراد بها الباطل، إنهم ما رفعوها ليعرفونها ويعملون بها، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة فقد بلغ الحق مقطعه، ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا ".
واستمرت الحرب من يوم شروعها إلى صبيحة ليلة الهرير مائة وعشرة أيام، وبلغ عدد القتلى من أهل الشام تسعين ألفا، ومن أهل العراق عشرين ألفا، فكان مجموع القتلى مائة وعشرة آلاف قتيل، كما ذكر المسعودي.
إنا لله وإنا إليه راجعون، لمصلحة من سفكت هذه الدماء؟!
وجاء إلى الإمام من أصحابه زهاء عشرين ألفا، بتحريض من الأشعث بن قيس رأس الفساد، وأول من جرأ القوم على التمرد والعصيان، مقنعين في الحديد، حاملي سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من كثرة السجود - وهم الذين صاروا بعد ذلك خوارج - فنادوا الإمام باسمه لا بإمرة المؤمنين،
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست