ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٤
معاوية أصحابه في جوف الليل أن يربطوا المصاحف على رؤوس الرماح، وما أن أصبح الصباح وإذا بأهل الشام رافعين خمسمائة مصحف على رؤوس رماحهم، وينادون بما تقدم من كلامهم، ويستعطفون أهل العراق، ويطلبون منهم ترك الحرب، وكان آخر كلامهم: هذا كتاب الله بيننا وبينكم.
فقال الإمام (عليه السلام): " اللهم إنك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون ". وقال: " كلمة حق يراد بها باطل ".
ومن هذا المنطلق وهذه المكيدة، اختلف أصحاب الإمام (عليه السلام) فطائفة منهم قالت: القتال حتى النصر. وطائفة منهم قالت:
المحاكمة إلى الكتاب، ولا يحل لنا أن نقاتلهم وقد دعينا إلى حكم الله في الكتاب.
فعند ذلك بطلت الحرب ووضعت أوزارها، وكان عدي بن حاتم الطائي يرى أن الفتح والنصر قد اقترب، ويطلب من الإمام الاستمرار في الحرب، وقام عمر بن الحمق الخزاعي وطلب من الإمام أن يعمل بما يرى، فقام الأشعث بن قيس وقابل هؤلاء بالكلام الخشن، وطلب كف القتال، - عليه لعنة الله - وهذا أول تمرد وخيانة فقال الإمام (عليه السلام): " إني أحق من
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست