ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٦٠
ولا إسلام إلا ولي فيه بصيرة، وأنا اليوم على شك من أمري، وما أكاد أبصر موضع قدمي.
فقالت عائشة: لا والله، بل خفت سيوف ابن أبي طالب، أما إنها طوال حداد، تحملها سواعد أمجاد، ولئن خفتها فلقد خافها الرجال من قبلك.
فقال ابنه عبد الله: جبنا جبنا.
فقال الزبير: يا بني، قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحلفت أن لا أقاتله.
فقال عبد الله بن الزبير: يا أبة! جئت بهذين العسكرين العظيمين حتى إذا اصطفا للحرب قلت أتركهما وانصرف! فما تقول قريش غدا بالمدينة؟! الله الله يا أبة، لا تشمت بنا الأعداء، ولا تشن نفسك بالهزيمة قبل القتال.
فقال الزبير: ما أصنع يا بني وقد حلفت أن لا أقاتله؟
فقال ابنه: كفر عن يمينك، ولا تفسد أمرنا.
فقال الزبير: عبدي مكحول حر لوجه الله، كفارة ليميني.
ثم عاد معهم للقتال، فعند ذلك أخذ الإمام (عليه السلام) المصحف
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست