ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٦٣
أسفل من سرته، ثم قال لولده محمد بن الحنفية: " يا أبا القاسم!
قد حملت الراية وأنا أصغر منك فلما استفزني عدوي، وذلك أني لم أبارز أحدا إلا حدثتني نفسي بقتله، فحدث نفسك - بعون الله تعالى - بظهورك عليهم ". وأعطاه تعاليم حربية.
وزحف أصحاب الجمل نحو معسكر الإمام، فصاح الإمام بابنه محمد: " امض ". فمضى، وتبعه أصحابه واشتعلت الحرب، ودار القتال.
وأقبل الإمام يهرول وبيده السيف يصعد وينزل فتطير الرؤوس وتطيح الأيدي ولا يتلطخ السيف بالدم لسرعة اليد وسبق السيف الدم، وزحف الجيش خلفه.
وحمل عمار بن ياسر على الميسرة، ومالك الأشتر على الميمنة، وحملوا حملة رجل واحد، ونادى الإمام: " عليكم بالسيوف ". فجعلوا يضربون بالسيوف على الرؤوس.
ثم نادى المنادي: عليكم بالأقدام، وكان للفريقين أراجيز كثيرة، مذكورة في كتب التاريخ.
وقتل طلحة في ذلك اليوم ولم يعرف قاتله، قيل: إن مروان بن الحكم رماه بسهم فقتله يطلب بذلك ثأر عثمان، وهو يقول:
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست