ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٥٠
والزبير، فلم تنجح مذاكراته معهما.
كان وصول الجيش العلوي إلى البصرة على أحسن هيئة وأجمل نظام، وفيهم المشايخ من أهل بدر والمهاجرين والأنصار، وقواد الجيش ومعهم الألوية والرايات، والمواكب تترى بعضها خلف بعض، وفي الأخير وصل موكب الإمام، وهو موكب عظيم وفيه خلق كثير عليهم السلاح والحديد، ومعهم الإمام وعليه الوقار والسكينة، ينظر إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، والجنود خلفه كأن على رؤوسهم الطير، والإمام الحسن عن يمينه، والإمام الحسين عن شماله، وابنه محمد بن الحنفية بين يديه ومعه الراية.
فأمر الإمام (عليه السلام) ابن عباس أن يرجع إلى عائشة ثانيا ويذكر لها خروجها من بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويخوفها من الخلاف على الله، والتبرج الذي نهاها الله عنه.
دخل ابن عباس على عائشة وأدى رسالته، وذكر لها فضل علي وسابقته، ولكنها لم ترتدع ولم تقنع.
ورجع ابن عباس إلى الزبير فوجده وحده، فجعل يلين له في الكلام ويخوفه عواقب أعماله، ويلومه على إسراعه في الخلاف،
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست