ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٠
صبرا، وخذلت أخي يوم الدار بالأمس.
وأما سعيد فقتلت أباه يوم بدر في الحرب، وكان ثور قريش.
وأما مروان فسخفت أباه عند عثمان إذ ضمه إليه، ونحن إخوانك ونظراؤك من بني عبد مناف، ونحن نبايعك اليوم على أن تضع عنا ما أصبناه من المال في يوم عثمان، وأن تقتل قتلة عثمان، وإنا إن خفناك تركناك والتحقنا بالشام.
فقال (عليه السلام): " أما ما ذكرتم من وتري إياكم فالحق وتركم، وأما وضعي عنكم ما أصبتم، فليس لي أن أضع حق الله عنكم ولا عن غيركم، وأما قتلة عثمان فلو لزمني قتلهم اليوم لقتلتهم أمس، ولكن لكم علي إن خفتموني أن أؤمنكم، وإن خفتكم أن أسيركم ".
فقام الوليد إلى أصحابه فحدثهم، فافترقوا على إظهار العداوة وإشاعة الخلاف، فلما انتهى عمار وعبد الله بن رافع وغيرهما من تقسيم المال بين الناس بالسوية أخذ علي (عليه السلام) مكتله ومسماته، ثم انطلق إلى بئر الملك فعمل فيها، فأخذ الناس ذلك القسم، حتى بلغوا الزبير وطلحة وعبد الله بن عمر فأمسكوا أيديهم، وامتنعوا عن القبول وقالوا: هذا منكم، أو من
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست