تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
ولم يعتمدوا في ذلك إلا على الذوق خاصة؟
وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته ماء واحدا، ونفسا واحدا، وأسلوبا واحدا كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقي الابعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز، أوله كوسطه، وأوسطه كآخره، وكل سورة منه، وكل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات والسور.
ولو كان بعض نهج البلاغة منحولا وبعضه صحيحا لم يكن ذلك كذلك، فقد ظهر لك بالبرهان الواضح ضلال من زعم أن هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
وقال في مقدمة شرح نهج البلاغة 1: 3 و 4:
وبعد، فإن... مؤيد الدين عضد الاسلام سيد وزراء الشرق والغرب محمد بن أحمد العلقمي وزير المستعصم بالله العباسي... لما شرفت بالاهتمام بشرح نهج البلاغة.... وبرهن على أن كثيرا من فصوله داخل في باب المعجزات المحمدية، لاشتمالها على الاخبار الغيبية، وخروجها عن وسع الطبيعة البشرية.
وبين من مقامات العارفين التي يرمز إليها في كلامه ما لا يعقله إلا العالمون، ولا يدركه إلا الروحانيون المقربون، وكشف عن مقاصده عليه السلام في لفظة يرسلها، ومعضلة يكني عنها، وغامضة يعرض بها، وخفايا يجمجم (1). بذكرها، وهنات تجيش في صدره فينفث بها نفثة المصدور،

(١) جمجم في صدره شيئا: أخفاه ولم يبد، لسان العرب ١٢: ١٠٩ [جمم].
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»