تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ٢٥٩
ما تلعب به؟ فقال: يا قليل العقل! ما للعب خلقنا.
فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال: للعلم والعبادة.
فقال له: من أين لك ذلك؟
قال: من قول الله عز وجل: ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون﴾ (1).
ثم سأله أن يعظه، فوعظه بأبيات ثم خر الحسن مغشيا عليه، فلما أفاق قال له:
ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟
فقال: إليك عني يا بهلول إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد إلا بالصغار، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب نار جهنم.
ولما حبس قحط الناس بسر من رأى قحطا شديدا فأمر الخليفة المعتمد ابن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا، فخرج النصارى ومعهم راهب كلما مد يده إلى السماء هطلت، ثم في اليوم الثاني كذلك، فشك بعض الجهلة وارتد بعضهم. فشق ذلك على الخليفة فأمر بإحضار الحسن الخالص، وقال له: أدرك أمة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يهلكوا.
فقال الحسن عليه السلام: يخرجون غدا وأنا أزيل الشك إن شاء الله. وكلم الخليفة في إطلاق أصحابه من السجن، فأطلقهم.
فلما خرج الناس للاستسقاء ورفع الراهب يده مع النصارى غيمت

(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»