فإن قالوا: هذا عدول عن الظاهر، في قوله تعالى: * (وما تعملون) *، لأن هذه اللفظة لا تستعمل على سبيل الحقيقة إلا في العمل دون المعمول فيه.
ولهذا يقولون: أعجبني ما تعمل وما تفعل، مكان قولهم: أعجبني عملك وفعلك.
قيل لهم: ليس بمسلم (1) لكم أن الظاهر ما ادعيتموه، لأن هذه اللفظة قد تستعمل في المعمول فيه، والعمل على حد واحد، بل استعمالها في المعمول فيه أظهر وأكثر.
ألا ترى انه تعالى قال في العصا: * (تلقف ما يأفكون) * (2)، وفي آية أخرى: * (وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا) * (3). ومعلوم أنه لم يرد أنها تلقف أعمالهم التي هي الحركات والاعتمادات، وإنما أراد انها (4) تلقف الحبال وغيرها مما حله الإفك، وقد قال الله تعالى: * (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) * (5) فسمى المعمول فيه عملا.
ويقول القائل في (6) الباب: إنه عمل النجار، [ومما يعمل النجار،] وكذلك في الناسج والصائغ.
وها هنا مواضع لا يستعمل فيها (ما) مع الفعل إلا والمراد بها الأجسام