الشاقة، وإن كانوا يفعلون من ذلك الكثير.
[حول الرؤيا التي رآها يوسف (عليه السلام):] مسألة: فإن قال: كيف لم يتسل يعقوب (عليه السلام) ويخفف عنه الحزن ما يحققه من رؤيا ابنه يوسف (عليه السلام)، ورؤيا الأنبياء (عليهم السلام) لا تكون إلا صادقة؟
الجواب: قيل له: عن (1) ذلك جوابان:
أحدهما: ان يوسف (عليه السلام) رأى تلك الرؤيا وهو صبي غير نبي ولا موحى إليه، فلا وجه في تلك الحال للقطع بصدقها (2) وصحتها.
والآخر: ان أكثر ما في هذا الباب أن يكون يعقوب (عليه السلام) قاطعا على بقاء ابنه، وان الأمر سيؤول فيه إلى ما تضمنته الرؤيا، وهذا لا يوجب نفي الحزن والجزع، لأنا نعلم أن طول المفارقة واستمرار الغيبة يقتضيان الحزن، مع القطع على أن المفارق باق يجوز أن يؤول حاله إلى القدوم، وقد جزع الأنبياء (عليهم السلام) ومن (3) جرى مجراهم من المؤمنين المطهرين من مفارقة أولادهم وأحبائهم (4)، مع يقينهم (5) بالالتقاء بهم في الآخرة والحصول معهم في الجنة. والوجه في ذلك ما ذكرناه.