ولو كنا صادقين) * (1)؟ وكيف يجوز أن ينسبوه إلى أنه لا يصدق الصادق ويكذبه؟
الجواب: انهم لما علموا على مرور الأيام بشدة تهمة أبيهم لهم وخوفه على أخيهم منهم لما كان يظهر منهم من أمارات الحسد والمنافسة أيقنوا بأنه (عليه السلام) يكذبهم فيما أخبروا (2) به من أكل الذئب أخاهم، فقالوا له: إنك لا تصدقنا في هذا الخبر لما سبق إلى قلبك من تهمتنا وإن كنا صادقين.
وقد يفعل مثل ذلك المخادع المماكر إذا أراد أن يوقع في قلب من يخبره بالشئ صدقه (3)، فيقول [له]: أنا أعلم أنك لا تصدقني في كذا وكذا، وإن كنت صادقا. وهذا بين.
[تنزيه يعقوب (عليه السلام) عن الحزن المكروه:] مسألة: فإن قيل: فلم أسرف يعقوب (عليه السلام) [على نفسه] في الحزن والتهالك وترك التماسك حتى ابيضت عيناه من البكاء [والحزن]، ومن شأن الأنبياء (عليهم السلام) التجلد والتصبر وتحمل الأثقال، ولولا هذه (4) الحال لما عظمت منازلهم وارتفعت درجاتهم؟
الجواب: قيل له: إن يعقوب (عليه السلام) بلي وامتحن في ابنه بما لم يمتحن به