تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٨٤
أراد أن ريح الجنوب تميل أنوفها وتعطفها.
وقال الطرماح (1):
عفايف أذيال أوان يصورها (2) * هوى والهوى للعاشقين صؤر (3) [من الكامل] ويقول القائل لغيره: صر وجهك إلي، أي: أقبل به علي.
ومن حمل الآية على هذا الوجه لا بد [من] أن يقدر محذوفا في الكلام يدل عليه سياق اللفظ، ويكون تقدير الكلام: خذ أربعة من الطير فأملهن إليك، ثم قطعهن [ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا.
وقال قوم: إن معنى * (صرهن) * أي قطعهن] وفرقهن، واستشهدوا بقول توبة بن الحمير (4):
فلما جذبت الحبل لطت نسوعه * بأطراف عيدان شديد أسورها فأدنت لي الأسباب حتى بلغتها * بنهضي وقد كاد ارتقائي يصورها [من الطويل]

(1) هو الطرماح بن حكيم بن الحكم، من طئ، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة، وكان معاصرا للكميت. اعتنق مذهب الخوارج، وتوفي عام 125 ه‍.
(2) في " ع ": يصرها.
(3) في " ش ": يصور.
(4) في " ش ": توبة الحميري.
وهو: توبة بن الحمير بن حزم بن كعب العقيلي العامري، من عشاق العرب، هوى ليلى الأخيلية وخطبها، فرده أبوها وزوجها غيره، فانطلق يقول الشعر مشببا بها، توفي عام 85 ه‍.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»