تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٦٧
ومحتملا (1) بين كونه على إحدى صفتيه: أن يفرضه على إحداهما لينظر فيما يؤدي ذلك الفرض إليه من صحة أو فساد، ولا يكون بذلك مخبرا في الحقيقة.
ولهذا يصح من أحدنا إذا نظر في حدوث الأجسام وقدمها أن يفرض كونها قديمة، ليتبين ما يؤدي إليه ذلك الفرض من الفساد.
والجواب الآخر: أنه أخبر عن ظنه، وقد يجوز أنه يظن المفكر المتأمل في حال نظره وفكره ما لا أصل له، ثم يرجع عنه بالأدلة والعلم (2)، ولا يكون ذلك منه قبيحا.
فإن قيل: الآية تدل على أن إبراهيم (عليه السلام) ما كان رأى هذه الكواكب قبل ذلك، لأن تعجبه منها تعجب من لم يكن رآها، فكيف يجوز أن يكون إلى مدة كمال عقله لم يشاهد السماء وما فيها من النجوم؟
قلنا: لا يمتنع أن يكون ما رأى السماء إلا في ذلك الوقت، لأنه على ما روي كان [قد] ولدته أمه في مغارة خوفا من أن يقتله النمرود، ومن يكون في المغارة لا يرى السماء، فلما قارب البلوغ وبلغ حد التكليف خرج من المغارة ورأى السماء وفكر فيها، وقد يجوز أيضا أن يكون قد رأى السماء قبل ذلك إلا أنه لم يفكر في اعلامها، لأن الفكر لم يكن واجبا عليه. وحين كمل عقله وحركته الخواطر فكر في الشئ الذي كان يراه قبل ذلك ولم يكن مفكرا فيه.
والوجه (3) الآخر في أصل المسألة: هو ان إبراهيم (عليه السلام) لم يقل ما تضمنته

(1) في " ع ": ومتأملا.
(2) في " ش - خ -، ع ": والعقل.
(3) في " ش ": والجواب.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»