تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٦٨
الآيات على طريق الشك، ولا في زمان [مهلة] النظر والفكر، بل كان في تلك الحال موقنا عالما بأن ربه تعالى لا يجوز أن يكون بصفة [شئ] من الكواكب، وإنما قال ذلك على سبيل الانكار على قومه والتنبيه لهم على أن ما يغيب ويأفل لا يجوز أن يكون إلها معبودا، ويكون قوله: * (هذا ربي) * محمولا على أحد وجهين:
[أحدهما:] (1) أي هو كذلك عندكم وعلى مذهبكم. كما يقول أحدنا للمشبه على سبيل الانكار لقوله: هذا ربه جسم يتحرك ويسكن.
والوجه الآخر: أن يكون قال ذلك مستفهما، وأسقط حرف الاستفهام للاستغناء عنه، وقد جاء في الشعر ذلك كثيرا:
قال الأخطل (2):
كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا [من الكامل] [وقال الآخر (3):

(1) أثبتناه لاقتضاء السياق.
(2) هو غياث بن غوث بن الصلت، لقب بالأخطل لطول لسانه أو لارتخاء اذنيه. ولد سنة 640 م في الحيرة بالعراق، ونشأ في قبيلة تغلب النصرانية، اتصل ببني أمية بعد هجائه الأنصار، فقربه معاوية ويزيد، ثم عبد الملك بن مروان الذي أكرمه وعزز منزلته حتى عد شاعر الأمويين، أبدع في وصف الخمرة وخصص لها مكانا بارزا في شعره، توفي سنة 710 م.
والبيت في ديوانه ص 41.
(3) القائل هو قيس بن الملوح، وذكر مثله في ديوان عمر بن أبي ربيعة: ص 399:
فوالله ما أدري وإني لحاسب * بسبع رميت الجمر، أم بثمان
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»