الآيات على طريق الشك، ولا في زمان [مهلة] النظر والفكر، بل كان في تلك الحال موقنا عالما بأن ربه تعالى لا يجوز أن يكون بصفة [شئ] من الكواكب، وإنما قال ذلك على سبيل الانكار على قومه والتنبيه لهم على أن ما يغيب ويأفل لا يجوز أن يكون إلها معبودا، ويكون قوله: * (هذا ربي) * محمولا على أحد وجهين:
[أحدهما:] (1) أي هو كذلك عندكم وعلى مذهبكم. كما يقول أحدنا للمشبه على سبيل الانكار لقوله: هذا ربه جسم يتحرك ويسكن.
والوجه الآخر: أن يكون قال ذلك مستفهما، وأسقط حرف الاستفهام للاستغناء عنه، وقد جاء في الشعر ذلك كثيرا:
قال الأخطل (2):
كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا [من الكامل] [وقال الآخر (3):