تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٦٠
وعدك الحق) *. وعلى هذا الوجه يتطابق الخبران ولا يتنافيان. وقد روي هذا التأويل بعينه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين (1).
والوجه (2) الثاني: أن يكون المراد من قوله (3) تعالى: * (ليس من أهلك) * أي انه ليس على دينك، وأراد [به] انه كان كافرا مخالفا لأبيه، فكأن كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله.
ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى على سبيل (4) التعليل: * (إنه عمل غير صالح) * فبين انه إنما خرج عن أحكام أهله بكفره وقبيح عمله. وقد حكي هذا الوجه أيضا عن جماعة من أهل التأويل (5).
والوجه الثالث: انه لم يكن ابنه على الحقيقة، وإنما ولد على فراشه.
فقال (عليه السلام): * (إن ابني) * على ظاهر الأمر. فأعلمه الله تعالى أن الأمر بخلاف الظاهر، ونبهه على خيانة امرأته، وليس في ذلك تكذيب خبره، لأنه إنما خبر عن ظنه وعما يقتضيه الحكم الشرعي، فأخبره الله تعالى بالغيب الذي لا يعلمه غيره.
وقد روي هذا الوجه عن الحسن ومجاهد وابن جريج (6). وفي هذا الوجه بعد، إذ فيه منافاة للقرآن، لأنه تعالى قال: * (ونادى نوح ابنه) * (7) فأطلق عليه

(١) تفسير التبيان: ٥ / ٤٩٤، مجمع البيان: ٥ / ٢٨٥.
(٢) في " م ": والجواب. وكذا في الموضع الآتي.
(٣) في " م، ش ": بقوله.
(٤) في " م، ش ": طريق.
(٥) تفسير التبيان: ٥ / ٤٩٥، مجمع البيان: ٥ / ٢٨٥.
(٦) تفسير الحسن البصري: ٢ / ١٦، تفسير التبيان: ٥ / ٤٩٤، مجمع البيان: ٥ / ٢٨٥.
(٧) سورة هود: ٤٢.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»