تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٦١
اسم البنوة. ولأنه تعالى أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: * (وأهلك إلا من سبق عليه القول) * [منهم]. ولأن الأنبياء (عليهم السلام) يجب أن ينزهوا عن هذه الحال لأنها تعيير وتشيين وتنقيص من (1) القدر، وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم.
وقد حمل ابن عباس قوة ما ذكرناه من الدلالة على أن تأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط: * (فخانتاهما) * (2) أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا، بل كانت إحداهما تخبر الناس بأنه مجنون، والأخرى تدل على الأضياف.
والوجهان الأولان هما المعتمدان في الآية.
فإن قيل: أليس قد قال جماعة من المفسرين (3): إن الهاء في قوله تعالى:
* (إنه عمل غير صالح) * راجعة إلى (4) السؤال؟ والمعنى أن سؤالك إياي ما ليس لك به علم عمل غير صالح، لأنه قد وقع من نوح (عليه السلام) السؤال والرغبة في قوله:
* (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق) *، ومعنى ذلك نجه كما نجيتهم.
قلنا: ليس يجب أن تكون الهاء في قوله: * (إنه عمل غير صالح) *، راجعة إلى السؤال بل إلى الابن، ويكون تقدير الكلام: إن ابنك ذو عمل غير صالح، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (5)، ويشهد بصحة هذا التأويل وقول الخنساء (6):

(١) في " ع ": في.
(٢) سورة التحريم: ١٠.
(3) انظر: مجمع البيان: 5 / 283.
(4) في " م ": على.
(5) في " ش ": مكانه.
(6) هي: تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، والخنساء لقب غلب عليها، لقبت به تشبيها لها بالبقرة الوحشية في جمال عينيها، وهي من شواعر العرب المعترف لهن بالتقدم، واشتهرت برثاء أخويها، ولدت سنة 575، وتوفيت سنة 664 ه‍. والأبيات في ديوانها ص 48.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»