بالضد مما (1) توهمه النظام من دخوله في باب التدليس في الحديث، لأن المدلس يقصد (2) إلى الابهام، ويعدل عن البيان والايضاح طلبا لتمام غرضه.
وهو (عليه السلام) ميز بين كلامه، وفرق بين أنواعه، حتى لا تدخل الشبهة فيه على أحد.
وأعجب من هذا كله قوله: إنه لو لم يحدث (3) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمعاريض لما اعتذر من ذلك، لأنه (عليه السلام) ما اعتذر كما ظنه، وإنما نفى أن يكون التعريض مما يدخل [قوله و] روايته عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). كما أنه ربما دخل فيما (4) يخبر به عن نفسه قصدا للايضاح، ونفي الشبهة. وليس كل من نفى عن نفسه شيئا وأخبر عن براءته منه فقد فعله. وقوله (عليه السلام): " لأن أخر من السماء " يدل على أنه ما (5) فعل ذلك ولا يفعله، وإنما نفاه حتى [لا] يلتبس على أحد خبره عن نفسه، وما يجوز فيه مما يرويه [ما] ويسنده إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) (6).
[في قوله (عليه السلام): ما حدثني أحد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا استحلفته:] مسألة: فإن قيل: فما الوجه فيما روي عنه عليه الصلاة والسلام [من] أنه قال: " كنت إذا حدثني أحد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (7) بحديث استحلفته (8) بالله انه